النصيحة ، وإفادتي عن الحال التي أنا فيها .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أنا فتاة التزمت بالحجاب وصرت احرص عل اجتناب المحارم وفعل الطاعات ، وصرت على هذا عدة سنوات ، إلا أنني كنت مقصرة في بعض الطاعة ، وأنا أعيش مع أهل غير متدينيين ، وهم يشكلون عبء علي من جهة أن علي أن أنكر ما أراه من أخطائهم ، بشكل يومي ، فالموسيقى قلما تتوقف في البيت إما من التلفزيون أو من الهواتف النقالة التي يحملها الشباب من أفراد أسرتي ، وقليل يحفظ لسانه عن أذى غيره ، وهذا يدخن ، والأخرى حجابها ناقص ، وهؤلاء لا يصلون .... وليس لي سلطة عليهم لأحملهم على الالتزام بأوامر الدين ، وأنا نفسي بحاجة إلى من يرشدني وينصحني ولا أرى من أبي وأمي ومن حولي حرصا كبيرا على الدين إلا فيما يتعلق بسمعة العائلة ، ولي صديقات ملتزمات لكني لم أوفق إلى الالتزام والراحة بصحبة أي منهن ، فتركتهن لأنني لن أفيدهن بالكثير ، والذي أنا بحاجة إليه الآن يا شيخ :
النصيحة ، وإفادتي هل الحال التي أنا فيها تلزمني بأن أنكر ما أراه من أهلي صباحا ومساء ، وقد أبلغتهم عدة مرات بحرمة ما يفعلونه ، ولم يستجيبوا لي ، فما رأيكم ؟ .

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد:
فإن الإنسان المسلم له أدوات تساعده على الثبات أولا طاعته التي يعبدالله بها ومن شروطها الإخلاص والمتابعة لفعل النبي صلى الله عليه وسلم مع الأخذ بالإعتبار حدود الإستطاعة البشرية قال صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس عليكم من الإعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا)
وثانيا الدعاء بالثبات وقبول العمل فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قول اللهم يامقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك)
ثالثا الإكثار من الإستغفار ،قال صلى الله عليه وسلم: إن العبد إذا أخطاء خطيئة نكتت في قلبه نكته سوداء فإن هو نزع و استغفر و تاب صقل قلبه و إن عاد زيد فيها حتى تعلو على قلبه و هو الران الذي ذكر الله تعالى *{* كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون *}* *.*‌
رابعا الرفقة الصالحة فقد قال صلى الله عليه وسلم المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)ولا يغرنك الشيطان بالإبتعاد عنهم فإن في الإبتعاد عنهم قرب من الشيطان
وأما الإنكار فهو واجب ولكن ليس معناه أن تتكلفيه كل مرة فإنه يكفيك أن يعرفوا منك أنك لا ترضينه والله أعلم