أبشرك - بارك الله فيك - بأن كل من وقع في ذنب مهما بلغ ثم تاب فإن الله يتوب عليه ويغفر ذنبه بل ويبدل سيئاته حسنات إن كانت توبته صادقة وندم على ما فات لقوله تعالى ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى (82) وقوله سبحانه

وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً (70) وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً (71).
وعليك الآن الاستمرار على الطاعة والاستغفار ليلا ونهارا سرا وجهارا ، وأن تنسي الماضي وتفكري فيما ينفعك عند لقاء ربك يوم القيامة ، فإنه لا ينفع الانسان يوم القيامة بعد رحمة الله إلا العمل الصالح الذي يقدمه في ذلك اليوم العظيم ، فمن يؤمن بالله ويعمل صالحا فله الجزاء الحسن في الدنيا والآخرة قال سبحانه

مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (97).
وعليك - بارك الله فيك وثبتك على طاعته -اتباع الآتي :
1- اللجوء إلى الله بقلب صادق وبتضرع وبكاء وتسألينه أن يرزقك قلبا خاشعا وإيمانا صادقا .
2- أن تعلمي أنك ما خلقت إلا لطاعة الله سبحانه فلا تشغلي نفسك بغير طاعة الله .
3- أن لا تلهيك شواغل الدنيا عن الآخرة ، فإذا حضرت الصلاة فاتركي كل شيء مباشرة وبدون تأخير وتوضئي وصلي الصلاة في وقتها بخشوع وخضوع لربك .
4- عليك ترك أصدقاء السوء والبحث عن صحبة صالحة يبعدونك عن الحرام ويحببونك في الطاعة وأهلها .
5- عليك بالحرص على بر والديك والإحسان إليهما فإنه من أنفع الأمور لصلاح القلب والتزام الطاعات وترك المعاصي بسبب دعائهما لك بالخير .
6- عليك أن تصومي الاثنين والخميس أو الأيام البيض فإن الصوم يساعد في تقوية الإيمان والقرب من الرحمن .
7- حاولي أن تقيمي الليل ولو بركعتين في كل يوم ، فإن القيام يرقق القلب ويقرب من الرب سبحانه .
8- أحسني الظن بربك بأنه سيشفيك ويعافيك ، ولا تقنطي من رحمته وفضله أبدا ، فإنه يقول سبحانه في الحديث القدسي :" أنا عند ظن عبدي بي ، إن ظن خيرا فله وإن ظن شرا فله " .
9- أكثري من الدعاء بإخلاص وصدق في الثلث الأخير من الليل بأن يشافيك الله ويعافيك ، افعلي ذلك بصدق وتضرع وبكاء لربك وستجدين ما يسرك بإذن الله .
وفقك الله لما يحب ويرضى وشافاك وعافاك . والله أعلم .