كيف يكون الصبر الذي يرضى به الله عني ؟؟

[عاشقة مكة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احيانا في حالة المرض او الحزن اوالمشاكل اكتم واسكت او اكتم وانا مغتاضه واحيانا اتكلم واشكو واحيانا انفعل بشدة , فكيف يكون الصبر بالصورة التي يرضى بها الله عني ؟؟

[د.المطيرات]

الحزن من طبيعة البشر ، ولا حرج عليك إن حزنت على ما يمر عليك من أمور الحياة ومصاعبها ، ولكن الذي لا يجوز هو التسخط على القضاء والقدر ، وقد حزن النبي صلى الله عليه وسلم على فراق ولده ولكن لم يتسخط كما صح في الصحيحين عَنْ اَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ـ رضى الله عنه ـ قَالَ دَخَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى اَبِي سَيْفٍ الْقَيْنِ ـ وَكَانَ ظِئْرًا لاِبْرَاهِيمَ ـ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ـ فَاَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اِبْرَاهِيمَ فَقَبَّلَهُ وَشَمَّهُ، ثُمَّ دَخَلْنَا عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ، وَاِبْرَاهِيمُ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَجَعَلَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَذْرِفَانِ‏.‏ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ـ رضى الله عنه ـ وَاَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ ‏"‏ يَا ابْنَ عَوْفٍ اِنَّهَا رَحْمَةٌ ‏"‏‏.‏ ثُمَّ اَتْبَعَهَا بِاُخْرَى فَقَالَ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ اِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلاَ نَقُولُ اِلاَّ مَا يَرْضَى رَبُّنَا، وَاِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا اِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ ‏"‏‏.
وعليك - بارك الله فيك - أن تعلمي أن هذه الحياة فانية ورخيصة وكلها فتن وابتلاءات ، ولابد من الصبر عليها حتى تلقي ربك وأنت راضية فيرضى عنك سبحانه 0
ومما يعين على الصبر حسن الظن بالله وعدم اليأس من رحمته ، والرضى بقدره وإن كرهته نفسك فإن الله سبحانه يقول :( وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (216) ، وكذلك احتساب الأجر من الله ، فإن المرض والهم تكفير للسيئات كما صح في صحيح مسلم عَنْ اَبِي سَعِيدٍ، وَاَبِي، هُرَيْرَةَ اَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ‏"‏ مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ وَلاَ نَصَبٍ وَلاَ سَقَمٍ وَلاَ حَزَنٍ حَتَّى الْهَمِّ يُهَمُّهُ اِلاَّ كُفِّرَ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِ ‏"‏ ‏. وفي رواية عَنْ عَائِشَةَ اَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ مَا مِنْ مُصِيبَةٍ يُصَابُ بِهَا الْمُسْلِمُ اِلاَّ كُفِّرَ بِهَا عَنْهُ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا ‏"‏ ‏.
والله أعلم0